الاثنين 18 نوفمبر 2024 10:39:56
قلة الموارد وإلغاء الدورة السابقة والمنافسة بين المهرجانات العالمية جميعها تحديات واجهت مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام، وقد استطاع الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان في دورته الـ 45، أن يحقق المعادلة الصعبة في مواجهة التحديات وتقديم دورة جديدة من المهرجان أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
في الأعوام السابقة للمهرجان كانت هناك العديد من الانتقادات اللاذعة من ملابس الفنانات أو سوء التنظيم، ولكن في هذا العام قدم الفنان حسين فهمي نموذجًا رائعًا في الرقي والحضارة بحفل افتتاح تلك الدورة، وفي تصريحات على هامش المهرجان أكد حسين فهمي أنه واجه العديد من الصعوبات والتحديات.
تحديات وصعوبات
نقص الموارد المادية هي أولى التحديات التي واجهها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأوضح الفنان حسين فهمي أن من يقدم ثقافة حقيقية لا ينتظر منها أي عائد مادي فهي ليست تجارة، ولكننا أولاً وأخيرًا نقدم فناً حقيقياً، فكان عليّ أن أعوض هذا النقص المادي بتقديم أفلام ثقافية وفنية بكل ما تحويه الكلمة من معنى، لأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو مزيج ما بين القطاع العام؛ والذي يمثله وزارة الثقافة، والقطاع الخاص؛ ممثلين في الممولين للمهرجان.
الإلغاء خسارة
وتابع: إلغاء الدورة السابقة للمهرجان عرضتنا لخسارة كبيرة، لأننا وقتها كنا قد اتفقنا على أفلام كثيرة، وتم بالفعل حجز تذاكر الطيران للضيوف الأجانب، ولكن كان من ضروري إلغاء دورة العام الماضي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وكان التحدي هذا العام هو تقديم دورة مميزة ومختلفة، فتم اختيار الأفلام المشاركة بعناية كبيرة، وتقديم المهرجان بشكل عصري وحديث، وقدمنا الفرصة للشباب للانضمام، وتقديم أعمال مميزة، لأن وجودهم مهم جدًا فوجهة نظرهم تساير العصر الحالي.
وتوسعنا في دور العرض من وسط البلد إلى مدينة 6 أكتوبر، والتجمع الخامس، وهناك اقبال كبير من الجماهير خاصة على الأفلام التي تم ترميمها.
ترميم الأفلام والشرارة الأولى
"فكرة ترميم الأفلام القديمة كانت تراودني من العام السابق قبل أن أقرر إلغاء الدورة" واستطرد فهمي أن المخرج علي عبد الخالق يعتبر الشرارة التي أشعلت في تفكيره تلك الفكرة، وبالأخص بعد أن شاهد فيلم "أغنية على الممر"، والذي قام ببطولته الفنان الراحل محمود يس، وتم إنتاجه عام 1972 من إخراج علي عبد الخالق، وقد شاهد العمل بعد رحيله، فهو كان زميله في معهد الفنون، ومعهد السينما وأصبح مخرج كبير على حد وصفه، وتعاون معه في العديد من الأعمال البارزة.
وتابع فهمي: وعندما أصبحت عضو مجلس إدارة في الشركة القابضة لدور العرض والأستوديوهات والأفلام فوجئت بوجود أكثر من ألف عمل سينمائي رائع ولكنهم يحتاجون إلى ترميم لإعادة عرضهم، وبالفعل بدأت في ترميم ثلاثية نجيب محفوظ وهي أفلام "السكرية"، و"بين القصرين"، و"قصر الشوق"، كما قمنا بترميم فيلم "بداية ونهاية"، و"حرم بركات" و "شيء من الخوف"، وبالتالي بعد عملية الترميم سيتم الحفاظ على هذه الأفلام بالتقنيات الحديثة لأن التقنيات القديمة في صناعة الأفلام أصبحت لا تصلح الآن للأسف.
مسئولية ضخمة
من الطالب الأكاديمي الذي يعشق السينما ودور العرض إلى رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مسئولية ضخمة للغاية، هكذا عبر الفنان حسين فهمي عن احساسه بالمسئولية تجاه قيادته للمهرجان، وأكد أن طلاب أكاديمية الفنون خصص لهم تذاكر مخفضة للعروض، لأنه يشعر دائمًا بهم، وبرغبتهم في الاطلاع المستمر على كافة فعاليات المهرجان.
أصبح مهرجان القاهرة السينمائي يستحوذ على الثقة العالمية فهناك العديد من الأعمال السينمائية انتظرت عاماً كاملاً من أجل عرضها عرض أول في المهرجان هذا العام، من ضمن هذه الأفلام فيلم "أحلام عابرة" والذي تم اختياره للعرض في افتتاح المهرجان، لأنه يتناول القضية الفلسطينية، وقال إنه قد تحدث مع مخرج العمل رشيد مشهراوي منذ 6 أشهر، والذي رحب كثيرًا في أن يكون العرض الأول للعمل في افتتاح المهرجان، أيضًا فيلم "مين يصدق" للمخرجة الشابة زينة عبد الباقي انتظر سنة كاملة لكي يتم عرضه في المهرجان.
فلسطين تعاني الإبادة وليس الحرب
أما عن تبني القضية الفلسطينية في تلك الدورة، فأكد الفنان حسين فهمي أن ما يحدث في فلسطين ولبنان هو عملية إبادة للشعوب وليست حربًا، لأن الحرب لها معنى آخر ومعروف، فكان من الضروري تبني القضية الفلسطينية في هذه الدورة، وهذا من حقي كرئيس المهرجان أن أتبنى أي قضية هامة وأتحدث عنها بدون خوف وبكل جرأة وهذا ما تم تنفيذه في هذه الدورة.
وتابع: لدينا خطوط أساسية لا يمكن أن نتخطاها في المهرجان سواء في العادات والتقاليد وعشقنا لوطنا الحبيب، وكل هذا تم مراعاته بكل دقة، وأنا كرئيس المهرجان أتابع كل لحظة بكل حسم، لأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو مهرجان من الفئة الأولى ينافس مهرجانات عالمية مثل مهرجان فينيسيا وكان، فمن الضروري أن يظهر بالشكل اللائق والراقي دوليا وعالميا.
الذكاء الاصطناعي مرفوض
وأعلن الفنان حسين فهمي رفضه للأفلام التي يتم صناعتها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وأوضح أنه لا يمكن لتلك النوعية من الأفلام الانضمام للمهرجان، لأنه لابد من وجود فن حقيقي، وسينما حقيقية وليست مصطنعة وتلك هي القيمة الفنية التي يجب تقديمها مهما وصلنا من تطور.
أعمال جديدة
مسلسل جديد في انتظار الفنان حسين فهمي للبدء في تصويره عقب الانتهاء من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هذا ما أكده وقال إنه بصدد انتظار الاطمئنان على نجاح تلك الدورة من المهرجان لكي يبدأ على الفور عمل درامي جديد.